بكل ألوان الحزن والأسى رحل عنا عميد كليتنا ذ. رشيد الحضري، وترك كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في حزن عميق، وفراغ كبير. لم يكن رحيلُه عاديا، بل كان رحيلا مفاجئا، ومصيبة كبيرة. لقد عاش بيننا أكثر من عشرين سنة في رحاب كليتنا الشامخة، ولما تقلد منصب عمادتها لنصف عام، غادرنا إلى دار البقاء. فلترقد روحه بسلام، رحمه الله
لقد كان ذ. رشيد الحضري من ركائز استمرار تطوير كلية الآداب بنمسيك، فقد نال منصب عمادتها حاملا مشروعا إداريا متكامل الأركان، وقدمه أمام شُعب الكلية، وكان، بالفعل، مشروعا منسجما يعبرعن رؤية استراتيجية جديرة بالرفع من أداء المؤسسة، وانخراطها في المجتمع
الأستاذ الحضري كان رجلا طموحا، وكانت له رؤية مستنيرة تسعى إلى جعل كلية الآداب بنمسيك فضاء ممتدا لتفاعل الأنساق المعرفية بعيدا عن التصور التقليدي لكليات الآداب، لذلك، دعم كل التكوينات التي من شأنها أن تدفع بالمؤسسة إلى مزيد من التطور. يقول في هذا الإطار: “”التكوينات التي نقدمها، هي تكوينات تكسر التقوقع والتقسيم المعتادين في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية”
بوداع عميد كلية الآداب بنمسيك إلى مثواه الأخير، نودع رجلا تميز بالحنكة والصبر، واللباقة الحميدة، والقلب الطيب، والعمل الجاد. لذلك، فإن أثره الجميل سيبقى فينا، وستظل ذكراه الطيبة في قلوبنا مشتعلة، وسنواصل الطريق لنجعل كلية الآداب بنمسيك كلية الأمل والطموح والعالمية ومنارة العلم كما كان يتمنى أن تكون. فعلى روحه السلام
ندعو الخالق عز وجل أن يرحم ذ. رشيد الحضري برحمته الواسعة، ويجعله في الفردوس الأعلى، ويلهم عائلته وزملاءه، وأصدقاءه وأفراد الجامعة المغربية، الصبر والسلوان، وحسن العزاء
إنا لله وإنا إليه راجعون